موضوع تعبير عن شهر رمضان المبارك يمكن من خلاله التعرف على العديد من المعلومات الدينية والاجتماعية والتراثية المتعلقة بهذا الشهر الكريم الذي يوحد الأمة الإسلامية في جميع أنحاء العالم كل عام، لا سيما في المملكة العربية السعودية التي يكون للأجواء الرمضانية فيها مذاق خاص، نظرًا إلى قدسية أراضيها وإجلال شعبها لهذا الشهر المبارك.
العناصر
- فضل شهر رمضان المبارك
- مظاهر الاحتفال بشهر رمضان
- نصائح للاستفادة من شهر رمضان المبارك
- فضل العشر الأواخر من رمضان
فضل شهر رمضان المبارك
يتميز هذا الشهر الكريم بالأجواء الإيمانية والروحانية، فهو شهر الطاعة والتوبة والمغفرة، كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة وهذا ما نستوضحه فيما يلي:
من عظيم فضائل شهر رمضان المبارك أنه شهر الصيام وهو الركن الرابع من أركان الإسلام، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183]
شهر رمضان به أعظم ليلة في العام ألا وهي ليلة القدر التي شرفها الله جل جلاله، فقال عز وجل: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر:1-5]
دائمًا وأبدًا يرتبط شهر رمضان بتلاوة القرآن الكريم، حيث يعتبر فرصة ذهبية للتلاوة والحفظ والتدبر والعمل بما ورد في الذكر الحكيم، وقد قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185]
لا يمكن أن نذكر شهر رمضان المبارك دون أن نتحدث عن قيام الليل حيث تعد هذه السنة النبوية فضيلة كبيرة ولها أجر عظيم عند الله، وسبب عظيم لمغفرة الذنوب والقرب من الله تعالى، قال الله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر:9]
تحدث رسولنا الكريم في أكثر من موضع عن شهر رمضان الكريم وفضائله، ونذكر منها حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه حين قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ» (صحيح البخاري وصحيح مسلم.
رمضان شهر العبادة حيث تضاعف فيه الأجور ويغفر الله فيه الذنوب ويعد فرصة كبيرة للتوبة وتعويض ما فات من أوقات البعد عن طريق الله، وهو أيضًا شهر التراحم والتقارب بين الناس والصلح بين المتخاصمين.
اقرأ أيضًا: دعاء كل يوم في رمضان 2025 .. أدعية رمضان مكتوبة 1446
مظاهر الاحتفال بشهر رمضان
في المملكة العربية السعودية يحتل شهر رمضان مكانة خاصة في قلوب جميع المواطنين، حيث تتجلى فيه روح الإيمان والتلاحم الاجتماعي، وتقام الكثير من الاحتفالات العائلية وتقام الولائم وتنتشر لوحات التهاني والترحيب في كل مكان.
تمتلئ الأسواق بالمنتجات الرمضانية استعدادًا لقدوم الشهر كما تقام أسواق تجارية مخصصة للتسوق تظهر في شهر رمضان ثم تختفي بانتهائه، ومن أبرز هذه الأسواق سوق الحِلة في البطحاء وسط الرياض الذي يضم باقة متنوعة من المأكولات والملابس وغيرها والتي تتميز بالطابع الرمضاني.
تكون الاستعدادات للشهر الكريم قائمة بدايةً من أواخر شهر شعبان، حيث يحتفل السعوديون بطرق متنوعة، فمثلًا يتم تخصيص يوم للاحتفال بقدومه ويسمى الشعبانية، حيث يجتمع فيه الأهل والجيران، وتتم إقامة الولائم وتُقدم الحلويات والأطباق الشعبية التراثية المرتبطة بهذا الشهر، كما يتم تجهيز المنازل لاستقبال الشهر الفضيل، وتعليق الزينة الرمضانية.
تعتبر الأطعمة الرمضانية من أهم المظاهر الاحتفالية ومن أهم الاستعدادات التي تحرص عليها الأسرة السعودية شراء التمور والمستلزمات الغذائية التي تشتهر بها الموائد الرمضانية، سواء في الإفطار أو السحور، كما يحرص السعوديون على تقاليد الإفطار المستوحاة من السنة النبوية، حيث يبدأ الإفطار بالتمر والماء، ثم تأتي الأطباق التقليدية.
هناك العديد من الأطباق التي تشتهر بها المائدة السعودية بشكل عام وعلى الإفطار في رمضان بشكل خاص ومن أبرزها الكبسة والهريس والجريش، أما في وجبة السحور، يفضل الكثيرون تناول الأطعمة الخفيفة اتباعًا للسنة النبوية الشريفة.
اقرأ أيضًا: إمساكية شهر رمضان المبارك 2025م-1446هـ في الدول العربية
نصائح للاستفادة من شهر رمضان المبارك
هناك عدة نصائح يجب على لمسلم أن يتبعها لكي يحقق الاستفادة القصوى من هذا الشهر الكريم سواء في الدين أو الدنيا ونتناول هذه النصائح فيما يلي:
- التخطيط المسبق ووضع أهداف دينية ودنيوية تجعل المسلم يحقق استفادة كبيرة من هذا الشهر الكريم، لذا يجب وضع خطة لعبادة منتظمة تشمل الصيام والصلاة وقراءة القرآن.
- لا يجب على المسلم أن يضيع نهار رمضان في النوم وليله في المعاصي والملهيات، بل يجب عليه اغتنام الوقت في الطاعات والعبادات التي تقربه إلى الله.
- من أهم الأمور التي لا يجب أن نغفل عنها في هذا الشهر المبارك الإكثار من الاستغفار والدعاء، خاصة قبل الإفطار وأثناء السجود وفي وقت السحر.
- المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها والالتزام بآداب الصيام والحرص على تحسين المعاملات يجعل الأجر مضاعفًا بإذن الله.
- الحرص على صلة الرحم وزيارة الأقارب وتقوية الروابط الاجتماعية، له أجر كبير عند الله لا سيما أن الشياطين تكون مقيدة خلال هذا الشهر الكريم.
- من أعظم أيام العام فضلًا العشر الأواخر من رمضان لذا يجب على كل مسلم أن يجتهد في العبادة وأن يتفرغ لطاعة الله طلبًا لليلة القدر.
- الالتزام بالورد اليومي سعيًا لختم القرآن مرة واحدة خلال أيام الشهر على الأقل، بالإضافة إلى الالتزام بالأذكار والدعاء طوال اليوم إلى جانب الإكثار من الصدقات وأعمال الخير.
- إلى جانب العمل للآخرة يجب علينا أن نحقق التوازن بين العبادة والعمل بالإضافة إلى الحرص على السحور الصحي والإفطار المتوازن.
اقرأ أيضًا: موعد شهر رمضان المبارك 2025م أول أيام شهر رمضان 1446هـ
فضل العشر الأواخر من رمضان
لا يمكن أن نتحدث عن شهر رمضان الكريم دون أن نذكر فضائل العشر الأواخر من رمضان لا سيما أنها تشتمل على أعظم ليلة في العام الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم وهذا ما يتم توضيحه في النقاط التالية:
لا شك أن ليلة القدر هي الأعظم بين جميع ليالي العام ومن أصابها وعبد الله فيها حق عبادته فله ثوابٌ عظيم في الدنيا والآخرة وهي في العشر الأواخر من رمضان وتعادل ألف شهر من حيث الأجر، لذا أوصانا نبينا الكريم بتكثيف الطاعات والعبادات خلال هذه الأيام المباركة.
يتضاعف الأجر للأعمال الصالحة في هذه الأيام الجليلة لذا يجب علينا الإكثار من الصلاة والذكر وقراءة القرآن وتدبره حرصًا على التقرب إلى الله في هذه الأيام، كما يجب ألا ننسى الصدقات، وغيرها من الأعمال الصالحة.
تعد هذه الأيام هي الأمثل لتجديد التوبة والدعاء والاستغفار والندم على المعاصي والعزم على عدم العودة إليها مرةً أخرى.
لا شك أن شهر رمضان المبارك من أعظم الشهور في الدين الإسلامي، خاصةً أنه الشهر الذي نزل فيه القرآن وجعل الله فيه الصيام ركنًا من أركان الإسلام، كما أنه فرصة ذهبية لتغيير النفس والتقرب إلى الله.
التعليقات